وأشارت كاتبة الدراسة جانين واكر الباحثة بالجامعة الوطنية الأسترالية، بأن الفوائد قد تكون متواضعة إلا أنها مشجعة إذ تشير إلى الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه الفيتامينات لتحسين صحة كبار السن وقدرتهم العقلية، بالإضافة إلى المحافظة على وظائفهم المعرفية بشكل جيد ولفترة أطول من المتوقع.
وصرحت واكر لوكالة رويتر للأنباء، قائلة: إننا شعرنا بضرورة التركيز على كبار السن الذين يعانون من أعراض الاكتئاب على أساس أن الاكتئاب في مراحل العمر المتأخرة يرتبط بزيادة مخاطر ضعف القدرات المعرفية.
وفي هذه الدراسة طلب الباحثون مما يزيد على 700 شخص ممن تتراوح أعمارهم بين 60 إلى 74 عاما تناول جرعة يومية من حامض الفوليك وفيتامين B12 أو أقراص وهمية تماثل الفيتامينات شكلاً وحجما، وقد ضمت الدراسة أشخاصا يعانون من أعراض الاكتئاب، ولكن لم يثبت تشخيص حالتهم بالمرض بعد.
بعد 12 شهرا من تناول الأدوية لم يكن هناك اختلافات ملحوظة بين المجموعتين في الاختبارات العقلية بما في ذلك اختبارات الذاكرة والانتباه والسرعة، ولكن بعد عامين أظهر الأشخاص الذين يتناولون الفيتامينات تحسنا أكبر في درجات اختبار الذاكرة، ولكن التحسن كان طفيفاً كما أشار الباحثون في الدراسة التي نشرت في الجريدة الأمريكية للتغذية الصحية.
ويعلق جوشوا ميلر من جامعة كاليفورنيا علي الدراسة قائلاً، إنه يصعب ترجمة تحسن نتائج اختبارات الذاكرة على الحياة الحقيقية، فمن المحتمل أن بعض الأشخاص يحدث لهم تحسن أكبر في الذاكرة، بينما الآخرون يستفيدون من هذه الفيتامينات بشكل أقل.
إلا أن ميلر عاد وأكد أهمية هذا التحسن في الذاكرة على جموع الشعب وعلى تكاليف الرعاية الصحية، وأضاف أنه ربما يكون هناك أشخاص بعينهم يستفيدون من تناول هذه الفيتامينات أكثر من غيرهم.
على الجانب الآخر تعترف كاتبة الدراسة بعدم تمكنها من معرفة كيف تعمل هذه الفيتامينات على تحسين وظائف المخ، فأحد التفسيرات تقول إن الفيتامينات تقلل من مستوى جزيئات بالجسم تعرف بـ ” homocystein ” والتي ترتبط بأمراض الأوعية الدموية والقلب وضعف الوظائف المعرفية.